Thursday, November 4, 2010

ليت لدي ما لديهم

في إحدى الجامعات

التقى بعض خريجيها في منزل أستاذهم العجوز


بعد سنوات طويلة من مغادرة مقاعد الدراسة

وبعد أن حققوا نجاحات كبيرة في حياتهم

ونالوا أرفع المناصب وحققوا الاستقرار المادي والاجتماعي


وبعد عبارات التحية والمجاملة

طفق كل منهم يتأفف من ضغوط العمل

والحياة التي تسبب لهم الكثير من التوتر

'^'^'^'^'^'^ '^'

وغاب الأستاذ عنهم قليلا

ثم عاد يحمل أبريقا كبيرا من القهوة، ومعه أكواب من كل شكل ولون

أكواب صينية فاخرة

أكواب ميلامين

أكواب زجاج عادي

أكواب بلاستيك

وأكواب كريستال

فبعض الأكواب كانت في منتهى الجمال

تصميماً ولوناً وبالتالي كانت باهظة الثمن

بينما كانت هناك أكواب من النوع الذي
تجده في أفقر البيوت

'^'^'^'^'^'^ '^'

قال الأستاذ لطلابه:

تفضلوا، و ليصب كل واحد منكم لنفسه القهوة

وعندما بات كل واحد من الخريجين ممسكاً بكوب تكلم الأستاذ مجددا:


هل لاحظتم ان الأكواب الجميلة فقط هي التي وقع عليها اختياركم

وأنكم تجنبتم الأكواب العادية؟؟؟


ومن الطبيعي ان يتطلع الواحد منكم الى ما هو أفضل

وهذا بالضبط ما يسبب لكم القلق والتوتر


ما كنتم بحاجة اليه فعلا هو القهوة وليس الكوب

ولكنكم تهافتم على الأكواب الجميلة الثمينة

و بعد ذلك لاحظت أن كل واحد منكم كان

مراقباً للأكواب التي في أيدي الآخرين


'^'^'^'^'^'^ '^'

فلو كانت الحياة هي القهوة

فإن الوظيفة والمال والمكانة الاجتماعية هي الأكواب


وهي بالتالي مجرد أدوات ومواعين تحوي الحياة


ونوعية الحياة (القهوة) تبقى نفسها لا تتغير


و عندما نركز فقط على الكوب فإننا نضيع فرصة الاستمتاع بالقهوة

وبالتالي أنصحكم بعدم الاهتمام بالأكواب والفناجين

وبدل ذلك أنصحكم بالاستمتاع بالقهوة

'^'^'^'^'^'^ '^'

في الحقيقة هذه آفة يعاني منها
الكثيرون


فهناك نوع من الناس لا يحمد الله

على ما هو فيه

: مهما بلغ من نجاح


لأنه يراقب دائما ما
عند الآخرين

ينظر الى البيت الذي يقطنه ويحدث نفسه ان غيره يسكن في بيت افخم وأرقى

وبدلا من الاستمتاع بحياته مع اهله و ذويه

يظل يفكر بما لدى غيره ويقول:

ليت لدي ما لديهم

!!!!!



نشكرك يارب على هالحال وكل حال
وأشكر صديقي محمد توفيق على هذه الرسالة الجميلة

No comments:

Post a Comment